انتهى مونديال ألمانيا ، وتألق فيه من تألق وأخفق من أخفق ، بينما كنا نحن وكعادتنا في السنوات الأخيرة مجرد متفرجين ( بل لم نعد حتى كذلك في زمن راديو وتلفزيون العرب ) ما هي الخلاصات التي يجب استخلاصها من هذا ا لمحفل العالمي ؟ وكيف يمكننا أن نضمن مشاركتنا في المونديال الافريقي المقبل ؟ لا بل كيف نضمن مشاركة فاعلة وفعالة ونلعب أدوارا طلائعية والتنافس على مراتب متقدمة من بين كبار وعتاة كرة القدم في العالم ؟ انها أسئلة موجهة بالأساس لأصحاب الشأن الكروي ، ومن بيدهم تقرير مصير اللعبة في بلادنا . اننا نسوق هذه الأسئلة لايماننا العميق بقدرة الانسان المغربي على خوض التحدي والنجاح فيه ، فالمغرب حاليا يمتلك نخبة من ألمع الممارسين الذين ينشطون في مختلف البطولات العالمية ، ولدينا قاعدة عريضة توفر لأي ناخب وطني قدرة وحرية واسعة لاختيار أفضل تشكيلة بامكانيات عالية للدفاع عن الألوان الوطنية . ولدينا ثروة بشرية لديها ما يكفي من الاحتكاك بمختلف المدارس العالمية ، ونذكر هنا بالخصوص محترفينا الذين يلعبون بفرنسا وهولندا واسبانيا وبلجيكا انجلترا . باستعراض هذه الحقائق مجتمعة فانه يبدو جليا أننا ضيعنا فرصة حقيقية ونادرة للتألق بألمانيا ، وفوتنا على أنفسنا موعدا هاما مع التاريخ كان سيوقعه أسودنا في هذا المونديال المنصرم ، لو أننا تعاملنا بذكاء وحكمة مع التصفيات المؤهلة له . الآن وقد انتهى كل شيء ، الآن وعلى بعد أربعة سنوات قصيرة جدا تفصلنا عن جنوب افريقيا ، كيف سنتعامل أولا مع عامل الزمن ، وبأي ذهنية سنهيء منتخبنا لهذا الموعد الهام ؟ وماهي الأولويات في كل ذلك ؟ للأسف فالبوادر تقول لنا حتى الآن بأننا لا نزال نتعامل بعشوائية وتخبط مع الأحداث ، ولا نزال نفتقد للتخطيط العلمي المدروس ، ولا نمتلك رؤية محددة للمونديال المقبل . فمنتخبنا الذي خرج بخفي حنين من الكاف الافريقي ، لا يزال حتى الآن عاجزا تماما عن لملمة نفسه واستجماع قواه ، والحقيقة المرة هي أننا لا نتوفر على منتخب على أرض الواقع ونحن قاب قوسين أو أدنى من الدخول في المنافسات الرسمية ، لقد عجز فاخر حتى الآن عن رسم اطار واضح لتصوراته وانتظارات المغاربة لفريق قار وقوي قادر على التحدي والعطاء . المطلوب حاليا ، وبشكل مستعجل أن تسرع الجامعة لحل معضلة المنتخب ، ومن أول الأولويات أن تتكثف اللقاءات الودية ، بدون ذلك لن يكتسب الفريق -أي فريق- التجانس والاحتكاك المطلوب الكفيل بخلق المناعة والتراص في جميع الخطوط . ثم على الجماهير المغربية أن تساند المدرب الوطني في هذا الضرف العصيب ، وعلينا أن نكف عن تلك المطالب الرعناء باقالة الناخب الوطني واستقدام اطار جديد للأسود ، لغد غرقنا منذ أمد في مسلسل التبديل والتبديل المعاكس مما أفقد منتخبنا الاستقرار المطلوب وبالتالي غياب النتائج